ونسرد هنا إحدى القضايا المعروضة الآن أمام المحاكم لزوجة عانت كثيرا من غيرة زوجها الشديدة عليها وهذه هى حكايتها التى تقول فيها:
كنت دائما محط أنظار الجميع وخاصة الرجال، وكان الجميع يبدون إعجابهم بجمالى الذى كان وبلا غرور مميزا ولافتا للأنظار، كنت حديثة التخرج من الجامعة عندما تقدم لخطبتى شاب كان دائما يلاحقنى بنظراته أينما ذهبت، دون أن يحاول الحديث معى حتى فوجئت ذات يوم وقد حضرت والدته إلى بيتنا تخطبنى لابنها، بالرغم من أنى كنت قد رفضت قبله كثيرين إلا أن شيئا ما كان قد شدنى إليه دفعنى لقبول الخطبة، هذا إلى جانب أنه ذو مستوى اجتماعى وثقافى مميز مما شجعنى أكثر على القبول، فقد كان باختصار عريسا تتوفر فيه مواصفات متكاملة وتحسدنى عليه الكثيرات، وجعلتنى فترة الخطوبة القصيرة نسبيا أتعلق به وكان هو يغدق على بكلمات الحب والإعجاب بجمالي، ولم تكن غيرته فى فترة الخطوبة تتجاوز حدودها المتعارف عليها، ولا يمكن وصفها بالغيرة الشديدة أو المرضية إلى أن تم زواجنا، ومنذ الأسبوع الأول بدأت أشعر وكأنى أعيش داخل زنزانة معزولة عن العالم الخارجي، ممنوع على أن أفتح باب البيت، ممنوع أن أفتح نافذة أو أنظر منها، ممنوع أن أتحدث مع الجيران، حتى الهاتف غير مسموح لى بالرد عليه، عملى أجبرنى على تقديم استقالتى منه، لا يمكننى أن أذهب لشراء حاجياتى الخاصة أو حاجيات البيت، حتى زيارة أهلى لا تحدث إلا فى فترات متباعدة ولا تكون الا برفقته، معاملته لى أجبرتنى على مقاطعة أعز صديقاتي.
هذه القيود التى كبلنى بها جعلتنى أكره الحياة معه، كان يقول لى أنت جوهرة ثمينة لابد من الحفاظ عليها من أعين الناس، حتى لا يحاولون سرقتها، وكأنى امرأة ساذجة وتافهة لا عقل لها ولا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين بطريقة توفر بها الحماية لنفسها من دون أن يعمل هو على ذلك.
قائمة الممنوعات والاوامر
وفى كل يوم تزداد قائمة الممنوعات، وتضاف إليها آوامر جديدة وكأنى أعيش داخل معسكر بل أكثر بكثير من ذلك، بدأت أكره تلك القيود وكرهت نفسى وجمالى الذى جعلنى أعيش تحت الإقامة الجبرية، وتمنيت أن أكون كأية امرأة عادية حتى أستمتع بحياتى وأحس أنى إنسان يستحق أن يمارس حياته بصورة طبيعية، وفى لحظة شجاعة طلبت من زوجى الطلاق، بعد أن سقطت كل قدراتى على الاحتمال، صدم كثيرا بقرارى ورفضه ورفض مناقشتي، فقد أوضحت له أن هذه الحياة المقيدة الحرية والغيرة الشديدة من قبلك حرمتنى من أن أكون إنسانة كاملة وجعلت حياتى هامشية لا هدف لها ولا معني.
رفض أن يمنحنى الطلاق معللا بأن كل ما يفعله من باب حبه لى والحفاظ علي، تركت البيت وذهبت إلى بيت أهلي، ثم تقدمت بطلبى الى المحكمة ولازالت انتظر القرار الذى سيمنحنى حريتى وراحتي.
ونرى رأى علماء النفس فى مسألة غيرة الزوج المبالغ فيها على الزوجة، وهل جمال المرأة الزائد يعطيه الحق فى ممارسة غيرته عليها بصورة كبيرة؟.جنرال الحب.