بين شعخلال آذار (مارس) الماضي، نشرت إحدى المجلات البريطانية خبراً عن يوسف إسلام، نجم الـ«بوب» السابق كايت ستيفنز، يفيد أنه أنهى تسجيل ألبوم موسيقي سيصدر قبل نهاية هذا الشهر. ورجوع يوسف إسلام إلى الغناء لم يكن مفاجأة لمحبيه حول العالم، إذ كانت هناك إشارات سبقت صدور الألبوم منذ اعتناقه الإسلام ومغادرته عالم الموسيقى نهائياً أواخر السبعينات من القرن المنصرم.
فبعد انقطاع نحو عشرين سنة عن الغناء، كان الظهور الأول لإسلام في حفلة خيرية يعود ريعها لضحايا أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، غنى فيها إسلام مقاطع من أغنيته الشهيرة «قطار السلام».جنرال الحب
وبعد نحو سنتين، غنى مقطعاً من أغنيته «عالم متوحش» في حفلة لجمع تبرعات لمرضى الإيدز أقامها نيلسون مانديلا في كيب تاون (جنوب أفريقيا) عام 2003. ثم كان له في العام التالي «دويتو» مع المغني الشاب رونان كيتنغ، في نسخة جديدة من أغنيته الشهيرة «أب وابن».
وفي مطلع العام 2005، صدرت أغنيته الجديدة «المحيط الهندي» عن كارثة «تسونامي» لمساعدة أطفال إندونيسيا. وبعدها بأشهر التقطت له صورة وهو يحتضن غيتاره ويغني مع بول مكارتني أغنية البيتلز الشهيرة «كل ما تحتاجه هو الحب»، في حفلة خيرية لمساعدة ضحايا الألغام في ألمانيا.
وفي 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، صدر ألبومه المنتظر «كوب آخر» في الذكرى الأربعين لصدور أول ألبوم له عام 1966. غلاف الألبوم صورة لفنجان قهوة يحتوي على سائل أزرق يرمز الى مياه البحر، «البحر هو شيء نستطيع تقاسمه ولا نحتاج إلى حرب للحصول عليه، وهذه هي رسالة الألبوم»، بحسب تعبير إسلام.
تدعو كلمات أغاني إسلام إلى التفاؤل والأمل واليقين عندما تحيط ظلمات الشك بالإنسان وتجعله يفقد توازنه. وهو يقدم حصيلة تجربته الروحية في البحث عن «يوتوبيا» غير مرئية حيث السلام والمحبة والتسامح. هذا ما تعكسه كلمات الأغاني في ألبوم إسلام الأخير، إنها أقرب الى إشراقة روحية أو تراتيل صلاة.
يعارض إسلام مقولة أن الإسلام ضد الإبداع والفنون، مؤكداً أن «المسلمين في الأندلس هم الذين ابتكروا الغيتار»، معتبراً ان اختلاف الآراء حول الموسيقى هو «خلاف حول مسألة فرعية وليست من أصول الدين». وبعدما درس المسألة أكثر من عشرين سنة، استنتج انه «لا يوجد في القرآن ما يحرم الموسيقى. وهذه الكلمة (الموسيقى) لم ترد في القرآن أو الحديث النبوي الشريف.
وفيما يغرق العالم في الحروب والظلمات، أجد الموسيقى طريقتي المفضلة في التعبير عن آرائي ومشاركة الآخرين في أفراحهم وأحزانهم. كما أحاول التقريب بواسطة الموسيقى بين وجهات النظر المختلفة، وأن أساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام في الغرب».
ويضيف: «هناك أكثر من مئة سبب لمغادرتي مجال الموسيقى آنذاك، وليس لأنني وجدت ما كنت أبحث عنه روحياً. فالغناء بالنسبة إلي طريقة للشفاء الوجداني ومحاولة لتصفية الذهن. فأنا لا أتحدث في السياسة لأنها تفرق الناس، فيما للموسيقى سحر خاص يساعد على بناء الجسور بين الأشخاص المختلفين ثقافياً».
واحتفالا بعودته إلى عالم الموسيقى، جمع معجبو إسلام تسجيلات مصورة نادرة وذات جودة عالية لأغانيه من فترة السبعينات، ووضعوها في موقع youtube على شبكة الانترنت.
أغاني الألبوم الأخير لإسلام متنوعة الإيقاعات والألوان. كل أغنية لها طابعها الخاص، وفي كل أغنية تحضر آلة معينة تفرض حضورها الخاص، سواء كانت الآلة المستخدمة في العزف المنفرد بيانو أو غيتاراً.
يوسف إسلام حصل على جائزة «رجل السلام» عام 2004، عن أعماله الخيرية ومواقفه الرافضة للإرهاب ودعوته إلى التسامح والسلام وب العالم.