لستُ من هواة الحزن 00 ولا من محبيّ جلب الهمّ والغمّ000 ، و اتمنى لنفسي ولكل ّ الناس أن نعيش وننام ونقوم ونحن ننعم بالهدوء والأمان النفسي ونتناسى الحزن الذي يٌعشّش في قلوبنا000 .
وأول الطريق لنسيان الحزن 00 يجب علينا أن نتعلم من أحزاننا ، وأن نعرف الأسباب التي أوصلتها إلينا ، حتى نخفف من حدّتها وتطيب جراحنا 00 وأن نعرف كيف ، ولماذا وصلت الدموع إلى عيوننا 00 وكيف لنا أن نجففها حتى لا تعود إليها من جديد 00 فلماذا نعيش الغمّ والنكد 00ونحكم على ساعتنا بالهمّ 00 ولماذا لا نهزأ من أحزاننا بصمودنا أمامها 00 ولماذا نمنح الدنيا كل همّنا ونحن نعلم أنها دار ممرّ وامتحان 00 ولماذا لا نعيش اللحظة بكلّ حب وعطاء 00 فنحن متيقنون بأنه بعد رحيلنا لن نترك غير الذكرى الجميلة 00 لماذا نجعل اليأس يمتلكنا والآهة تسكن قلوبنا وهناك من يحبنا ومن يضمد جروحنا 00ويمسح دموعنا 00 لماذا نرتدي نظارة التشاؤم في حين أنّ الكون من حولنا يشعّ بنور الشمس ويضيء بنور القمر00 ويغرّد ويسبّح لربّ العباد 00
ولنتفكّر بكلّ صدق و أمانة وموضوعية ومنطق : ما هي أحزاننا ، وما الذي يشغل بالنا00 ويجعلنا لا نتحرك إلا في نطاق ما نشعر به من هموم 00 وما تفسيرنا وتقييمنا لها ، فالهموم متنوعة ومتشعبة 00وما اعتبره همّا 00 غيري لا يعتبره كذلك 00 ولو صنفنا همومنا سنجدها مع الأسف معظمها هموم دنيوية 00 تنحصر إما في إيجاد الوظيفة 00 أو السعي في طلب الرزق 00 أو بحث عن شريك حياة 00 أو هموم الأبناء 00أو المستقبل وما يخبئه لنا 00 أو امتلاك منزل 00 أو أقساط سيارة 00 أو تسديد ديون ... إلخ .كما أنّ هناك هموما مستمرة وهموما طارئة 00 كالإصابة بالمرض00 أو فقدان عزيز علينا 00 لكن لو تمعنّا أكثر وواجهنا أنفسنا ، ما هو رقم واحد في أولويات همومنا 00 لأننا طبيعي نشعر بأنّ لدينا العديد منها ، لكن هناك همّا واحدا يسيطر أكثر من غيره على كياننا ويؤرقنا في الليل وأثناء النهار 000
في البداية :علينا أن نرضى بما قسمه الله لنا ، فإنّ الرضا بما حملته الأقدار يساعدنا على الشعور بالقناعة بأنّ ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وأنّ ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ، فننعم بالطمأنينة والراحة النفسية .
علينا ألاّ ننظر لمن هم أعلى منّا في أمور الدنيا ، وننظر لمن هم أسفل منّا لنحمد الله على نعمه الكثيرة ، ويمنحنا الإحساس بأننا أفضل حالا من كثيرين حولنا ، فهذا يساعدنا على تقبل الأمر من دون تذمر وتضجرّ بكلّ رضا .
علينا أن نثق بأنّ راحة البال تنبع من الداخل وليست من الخارج ، تنبع من الذات وليس مصدرها خارجيا .
علينا أن ندرب أنفسنا كيف نواجه مشاكلنا ولا نهرب منها ، وأن نطرح الحلول المناسبة لها ، ونشارك أهل الرأي والمشورة ممّن نثق فيهم لمساعدتنا في حلهّا ، ولا ننسى أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك ، ولن نتمكّن من كسب رضا جميع من حولنا ، لكن علينا أن نبذل الجهد بكسب قلوبهم بأخلاقنا وتصرفاتنا ، وأن نعاملهم بكلّ ود وإنصاف حتى نشعر بالراحة وبالسعادة حين نؤدي ما علينا من واجبات ومسؤوليات في حدود قدراتنا .
علينا أن نبادر بالتسامح لنحافظ على نقاء وطهارة قلوبنا من الحقد والغلّ لكلّ من أساء لنا .
علينا أن نبتعد عن كل ما هو قبيح ونبحث عن الجمال ، فسنشعر لحظتها بأنّ الله سينصرنا ويحمينا .
علينا أن نثق بالله تعالى وأنه سبحانه يرانا و لا نراه ، يعلم بخفايا نفوسنا ، ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه ، وسيمنحنا القوي العزيز ،، القوة التي تشعرنا بالسعادة وتبعد عنّا شبح الأحزان .
ولرٌبّ نازلة يضيق بها الفتـــــى
ذرعا وعند الله منها الــــمخرج
ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتـــها
فرجت وكان يظنها لا تُفــــرَج
لماذا لا نريد أن نرى جمال ما في أيدينا ولا نريد أن نستمتع به ونقضي عمرنا نتحسّر على ما فات ؟! في الثلاثينات نتحسر على العشرينات ، وفي الأربعينات نتحسر على الثلاثينات ، وهكذا حتى يضيع العمر كله حسرة !!!
لماذا لا نتعلم أنّ لكلّ مرحلة جمالها ، و أنه إن كانت مرحلة مضت بحلوها ومرّها ، فمرحلة أخرى ستأتي أيضا بحلوها ومرّها ؟! لماذا لا نرى مضي الأيام على أنه نضج وخبرة وإثقال لشخصيتنا ، بل وقرب من الوقوف أمام ربّ العالمين و الجنة بفضل ورحمة المولى سبحانه وتعالى ؟ فلنتوقف عن الحسرة ونستمتع باليوم بدلا من أن ننتظر الغدّ لنعرف قيمته ، فيكون قد مضى ومضت قيمته .
اذا تعال ننسى الدنيا 0000 تعال ننسى همومنا 00 ولنبدا من جديد لا للاستسلام 00 لا للضعف 000
نعم للحياة 000 نعم للحب 000
ففي النهاية كل ما يصيبنا قضاءا وقدر 00 ولا مفر من حكم الله
ولا تنسى ان الله دائما معك00000
الثلاثاء يونيو 16, 2009 12:05 am