أخي لك المعالي تنحني وكل النواقص منك تنجلي وكل صفات الخير فيك اجتمعت كأنها سلسال للفضيلة زينت
بدأت رياح الدنيا تفرقنا فالدنيا عرفت بأنها قد وعدت ما اجتمع احباب عليها إلا لهم فرقت
فاول طرقها غرورها واغراء الطامع بها فأن تشبث بها تركته وعن خلانه ابعدته وهكذا طريقتها دوما تلعب على الاحباب لعبتها
فتكدر صفوا الاخوان وتزحزح حب الزوجان وتشوش صحبة الاصحاب
فأن عجزت الدنيا أن تفرق بين قلوبهم
تعمد على تفريق اجسادهم
فلا تمكن الدنيا أن تفرق بينك وبين اخوك إلا بالموت
قد يحدث خلافات بين الاخوان ونزاعات على ما في الدنيا من غرور وزينة من اموال فيدخل بعض القلوب الطمع فيصبح الاخ الحنون إلى عدو جشع يريد الجمل بما حمل
فيصبح القلوب مليئة بالاضغان والاحقاد وقد يتفجر القلب من الغضب
فيأتي الليل وما يحمله من اسرار ليضع الشخص رأسه على الوسادة ورأسه مليئا بالهواجس والافكار
فأغمضت عيناي وقلبي على أخي غاضب
فنمت وبدأت فصول روايتي
حلمت بأني فوق خيل اسود اسابق به الريح وتسبقني
فلم يسبق فرسي الريح ولم تسبق الريح فرسي
وفي لمحت بصر رأيت رجلا على الارض ممددا قد اضناه العطش فتوقفت والريح تحذرني
فلم ابالي ولم احتط واخذ بالحذر
فلما حملت الرجل على يديا تبين لي أنه كمين نصب لي
فخرج الرجال يريدون فرسي والرجل الذي ظنته أنه قد اصابه الضنك بدأ يضحك ضحكة المنتصر
فزار قلبي الخوف واستعدت نفسي للبس المنية
واصاب عقلي شلل فلم اعد ادري ما العمل
فسمعت صرخة فسمعت صرخة صرخة صرخة ايقضت قلبي ايقضت قلبي انه اخي انه اخي انه اخي
فوق فرس ابيض مشهر سيفه الذي لمع كالبرق
فكأنما فرسه سحاب وسيفه برقا وهو المطر
تلاشى الخوف من قلبي فأخي سيحمي ظهري وأنا احمي ظهر أخي
فأحتار قطاع الطرق واختاروا أن يضحوا بمن منه قد ملوا
فهجم علينا بعضهم والبعض يرقب الحدث فنحرت بسيفي نحورهم وكذلك بهم أخي فعلا
فلما رأوء بأسنا منهم من هربا ومنهم من اختار أن يقاتلنا
وفي لمحت بصر وأخي قد أمن أن ظهره بي قد حميا
لفت انتباهي منهم رجل انقض على فرسي يريد أن يسرقه
فركضت إليه مسرعا فجعلت رأسه في السماء يتلاعبا
فأبتسمت وفرحت أن فرسي لم يسرقا
فالتفت إلى أخي أخي أخي
خانتي العبارات صرخت أخي
فقد وقع رأس أخي على الارض
بسيف غادرا ضربه من حيث ظن أني عنه اذودا
صرخت والعين تقدح شررا فلما رأني قاتل أخي خر على الارض صريعا رأى القاتل الغضب في عيني فأختار موت من سكن قلبه الجبن
فأتجهت إلى أخي فحملت رأسه بيدي فكأن لسانه يكلمني
لما اخي تركتني لما أخي ابتعدت عني لما أخي خذلتني
سكتوا فماذا اجيب هل اقول يا أخي فرس السبوق ارادوا أن يسرقوها فخشيت على فرس أن يأخذوها ونسيت أن احمي ظهرك فقتلوك
ماذا اقول لك يا أخي كان السارق يعتقد أنه لو خيرني بينك وبين فرسي فسوف لك اختار
فخاب ظن السارق بي فكيف ظنك بي يا أخي هل ظننت أنني لك أختار
فوالله يا أخي أني تمنيت أن رأس فرسي ورأسي على الارض تلقى ورأسك على كتفيك شامخ
جثمت على ركبتيا وعلى جثمانك حاملا رأسك بيدي انادي أخي أخي أخي استيقظ كفاك مزحا
قم أخي وقل لي هل ارعبتك هل بكيتا هل شعرت بفراقي هيا أخي قم وقلها والله إني احبك والله احبك
ولكن أخي لم يجبني أخي لا يجبني
ماذا هل بالفعل مات هل فارق الحياة هل غادرت روحه للسماء
شعرت أن قلبي قد توقف وأن حياتي هنا يجب أن تقف
وفجأة تفتحت عيناي ويد أخي على جبيني يقول أخي ما بك تصرخ وتبكي هل رأيت كابوسا فضيع
فما شعرت بنفسي إلا وانا اضم أخي وابكي فبكى لإني ابكي
فقال أخي وربي أن ابكي من ابكاك من!!! ابكاك!!!
فقلت حبي لاخي ابكاني والدنيا مثل فرسي فتنتني فكدت أن اخذلك يا أخي
ولكني سأحمي ظهرك ولن امكن الدنيا أن تغدر بك
ولتسرق الدنيا كل ما تبغي إلا أخي لن تسلبه مني
هذه الكلمات من نسج الخيال
حيث أن في الاونة الاخيرة نسمع وبكثرة ما يحدث من خلافات بين الاخوان عند تقسيم الميراث بل أن بعضها وصل مرحلة القتل
ونسي هؤلاء الابناء أن اعظم ورث تركه ابوهم هو أنهم إخوان خرجوا من صلب ابوهم فأي كنوز الدنيا تعدل نعمة الاخوان